الحكم بغير ما أنزل الله



كل من حكم بين اثنين فهو قاض سواء كان صاحب حرب أو متولي ديوان أو منتصبا للاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى الذي يحكم بين الصبيان في الخطوط فإن الصحابة كانوا يعدونه من الحكام فالحكم بما أنزل الله ليس خاصا بحكم البلاد كما قد يتوهمه بعضهم وإن كان هو أعظم الحكام والمسؤولين.

الحكم بغير ما أنزل الله. الحكم بما أنزل الله يعم كل مسلم كل في مجاله فالواجب على المسلم أن يخضع للشرع في نفسه وفي علاقته بغيره وكل من ولي ولاية على غيره فهو مطالب بالحكم بما أنزل الله سواء كانت ولايته في حكم البلاد أو كانت في التربية أو الدعوة أو القضاء في الدماء أو الأعراض أو الحقوق أو الإصلاح بين الناس وغير ذلك قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى. إلغاء دور المحاكم الشرعية أو حصر صلاحياتها ومهامها في الأمور المدنية فقط مثل الزواج والميراث وغير ذلك. إذا كان حكمه بغير ما أنزل الله لهوي في نفسه مع اعتقاده أن حكم الله هو الحق لكن حكم بغيره لهوى في نفسه أي محبة لما حكم به لا كراهية لحكم الله ولا ليضر أحدا به مثل.

وهذه المسألة أعني مسألة الحكم بغير ما أنزل الله من المسائل الكبرى التي ابتلي بها حكام هذا الزمان فعلى المرء أن لا يتسرع في الحكم عليهم بما لا يستحقونه حتى يتبين له الحق لأن المسألة خطيرة نسأل الله تعالى أن يصلح للمسلمين ولاةالعلم. إذا كان حكمه بغير ما أنزل الله لهوى في نفسه مع اعتقاده أن حكم الله هو الحق لكن حكم بغيره لهوى في نفسه. أو حكم القوانين لأنه يزعم أنها جائزة لا بأس بها فهي أسهل من الشريعة فيحكمها ويعتقد جوازها وإن زعم أن الشريعة أفضل وقال.

يكون الحكم بغير ما انزل الله كفرا اصغر او معصية كبيرة في حالة كان الحكم اتباع للهوى مع الاعتقاد الجازم بغير ما انزل الله وان الحق في هذه الشريعة لله عز وجل وحكمه والواجب تطبيقها والاحتكام اليها دون غيرها من الشرائع الوضعية وهو. أن يحكم لشخص لرشوة رشي بها أو لكونه قريبا أو صديقا. أن يحكم لشخص برشوة ر ش ي إياها أو لكونه.

إنها أفضل فهو كافر أيض ا إذا استجاز الحكم بغير ما أنزل الله نعوذ بالله. محبة لما حكم به لا كراهة لحكم الله ولا ليضر أحدا به مثل. أما من حكم بغير ما أنزل الله اتباعا للهوى أو لرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه أو لأسباب أخرى وهو يعلم أنه عاص لله بذلك وأن الواجب عليه تحكيم شرع الله فهذا يعتبر من أهل المعاصي والكبائر ويعتبر قد أتى كفرا أصغر وظلما أصغر وفسقا أصغر كما جاء هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن طاووس وجماعة من السلف الصالح وهو المعروف عند أهل العلم.